تعد سجدة من أهم الأركان الأساسية في الصلاة، فهي تمثل الخضوع والتذلل لله تعالى والتفرغ لعبادته. وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالسجود في كتابه الكريم بما يفوق الثلاثين مرة، حيث ذكر في القرآن الكريم عدداً كبيراً من الآيات التي تدعو إلى السجود.
ومن بين هذه الآيات التي تدعو إلى السجود هي آية السجدة التي وردت في سورة الفرقان، حيث قال الله تعالى: “تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا، وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ، وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا، وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا”، وعند قراءة هذه الآية يتوجب على المسلم أن يسجد تعظيماً لله سبحانه وتعالى.
وإلى جانب آية السجدة، فإن هناك عدة آيات أخرى تدعو إلى السجود مثل آية سجدة التي وردت في سورة الأعراف، حيث قال الله تعالى: “إِنَّ الّذِين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن مودة، فإن في ذلك لذكرى لمن خاف ربه، فارضوا به أبصاركم، ولا يستغني عنكم من تأبى إلا أن تزوروه إلا في محفظة من حديد أو فوق طرف خلق، فإذا خرجوا فإنهم يخرجون وراء ظهورهم سجداً لله”، وآية سجدة التي وردت في سورة الحج، حيث قال الله تعالى: “أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب، الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق، والذين يصلون ما أمر الله به أن يصل، ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب، والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم، وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية، ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار”، حيث يتوجب على المسلم أن يسجد تعظيماً لله سبحانه وتعالى عند قراءة هذه الآيات.
إضافة إلى ذلك، فإن هناك سجود شكر يتوجب على المسلم أداؤه في بعض المواقف مثل: عند استماع المؤذن يقول “حي على الصلاة”، عند سماع خبر حزين أو فرحان، عند سماع ضربات المطر، عند دخول المدينة المصلى، عند دخول المسجد، عند رؤية المكة المكرمة، وغيرها من المواقف التي تستدعي سجود شكر.
ففي نظر المسلم، فإن السجود هي من أشرف أشكال التذلل لله سبحانه وتعالى، حيث يتوجب على المسلم أداؤها بصورة صحيحة خشية من ارتكاب أخطاء في صلاته. كما أن هذه السجود تشكل جزءًا من صلاة المسلم التي تعبر عن اتصال المؤمن بالخالق سبحانه وتعالى، وتشير إلى التفاني في خدمة رب العالمين.