فتنة القبر هي مصطلح يشير إلى الابتلاء الذي يتعرض له الميت في قبره. وقد يتمثل هذا الابتلاء في العذاب والضيق والمسألة عن الإيمان وغيرها من الأمور التي يمكن أن يواجهها الميت في قبره.
وتعتبر فتنة القبر من الموضوعات التي تثير الكثير من الجدل والتساؤلات لدى الكثير من المسلمين، وذلك لأنها تتعلق بحالة الميت بعد موته ودفنه، وهو ما يعد من الأمور الغيبية التي لا يمكن لأحد أن يعرفها بالضبط إلا الله.
وقد ذكر الكثير من العلماء أن فتنة القبر تختلف من شخص إلى آخر، وذلك حسب حالة الميت وإيمانه وصلاته بالله، فإذا كان الميت مؤمناً بالله وكان يؤدي صلواته وأعماله الدينية بشكل صحيح، فإن فتنة قبره ستكون أخف من غيره، وقد يكون الميت في حالة من الراحة والطمأنينة.
أما إذا كان الميت كافراً أو مشركاً، أو كان يقوم بأعمال مخالفة لشرع الله، فإن فتنة قبره ستكون أشد، وقد يعاني الميت من العذاب والضيق في قبره.
وقد ذكر الكثير من الأحاديث النبوية عن فتنة القبر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ”.
وقد يساعد المؤمن في تخفيف فتنة قبر الميت بالدعاء له وإرسال الثواب له، وذلك بإخراج صدقة جارية باسم الميت أو إقامة صلاة جماعية باسم الميت، كما يمكن للمؤمن أن يصوم عن الميت أو يقرأ القرآن باسم الميت، وذلك لإرسال الثواب له وتخفيف فتنة قبره.
وفي الختام، فإن فتنة القبر هي من المسائل التي تحير كثير من المسلمين، ولكن يجب على الجميع أن يؤمنوا بأن كل شيء بيد الله، وأن المؤمن الصادق سيجد راحة في قبره، بينما المشرك والكافر سيعانون من فتنة قبر شديدة. لذلك على كل مسلم أن يحرص على تقوية إيمانه والعمل بشرع الله تعالى، حتى يحظى برحمة الله في دار الآخرة.