ذوات الأرواح هي مفهوم يعود إلى العقيدة الإسلامية، وتعني بالضبط الكائنات التي تمتلك روحًا، وتتميز بالحيوية والنشاط والحركة. وتشمل ذوات الأرواح كل مخلوقات الله التي يمنحها الحياة، سواء كانت حية أم لا.
ومن بين ذوات الأرواح، يأتي في المقدمة الإنسان، فهو الكائن الذي خُلق من طين، وأُعطيت له الروح من روح الله، وهذا ما يميزه عن باقي المخلوقات. وقد أشار الله تعالى إلى هذا الأمر في كتابه العزيز، حيث قال: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً” [سورة البقرة: 30].
وبجانب الإنسان، تشمل ذوات الأرواح جميع المخلوقات الحية، مثل الحيوانات والنباتات والجن والملائكة. ويتمتع كل من هذه المخلوقات بروح خاصة به، تميزه عن غيره.
فالحيوانات، على سبيل المثال، تمتلك روحًا تجعلها قادرة على النشاط والحركة، كما أن لكل نوع من الحيوانات روحًا خاصة به، تجعله يتفاعل مع بيئته ويستجيب لمتطلباتها.
أما النباتات، فيتمتع كل نبات بروح خاصة به، تجعله يتفاعل مع بيئته ويستجيب لظروفها، وتسمح له بالنمو والانتشار.
أما الجن فهم كائنات ذات روح، ولكنهم يختلفون عن ذوات الأرواح الأخرى في أنهم غير مرئيين للإنسان، ولا يستطيع رؤيتهم إلا من خلال بعض الظروف المعينة.
وأخيرًا، تشمل ذوات الأرواح الملائكة، فهم كائنات خُلقوا من نور، وتمتلك روحًا خاصة بهم، تجعلهم قادرين على تنفيذ مهام الله تعالى في خلقه.
وبشكل عام، فإن فكرة ذوات الأرواح تعكس فكرة التلاحم والاندماج بين جميع مخلوقات الله في هذا الكون، وتؤكد على أن كل شيء في هذه الحياة يحمل قيمة معينة، وأنه يجب على الإنسان أن يتعامل مع جميع المخلوقات بالرحمة والإحسان، كما دعانا إلى ذلك ديننا الإسلامي.