طواف الوداع هو مناسك الحج الذي يقوم به الحجاج قبل مغادرتهم مكة المكرمة بعد إتمام فريضة الحج. ويعد هذا الطواف من أهم المناسك التي يقوم بها الحجاج، حيث يتم فيها توديع بيت الله الحرام والتمتع بآخر لحظات الإقامة في مكة المكرمة.
يتم إجراء طواف الوداع في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وهو يشترط فيه عدم الشروع فيه قبل غروب الشمس، ولا يجوز تأخيره إلى ما بعد غروب الشمس، وذلك حتى يتسنى للحجاج مغادرة مكة المكرمة في نفس اليوم.

يبدأ طواف الوداع بالطواف حول الكعبة الشريفة، ويتم فيه سبعة أشواط حولها باتجاه عقارب الساعة، وينتهي بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المطاف، وقد جاء ذلك في الحديث الشريف: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف بالبيت سبعة، ثم يقف بالركن الأسود، فيقول: بسم الله والله أكبر، ثم يقبله ويركن إليه، ثم يقول: رب اغفر لي ذنبي وافتح لي أبواب رحمتك، ثم يقول: رب اغفر لي ذنبي وتجاوز عن سيئاتي، ثم يقول: رب اغفر لي ذنبي وأعز منزلتي في الجنة”.
ويعد طواف الوداع فرصة للحجاج للاستغفار والدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وطلب المغفرة منه، كما أنه يشكل تذكيرًا بأن كل شيء في هذه الدنيا مؤقت وأن كل إنسان سيلقى ربه في يوم من الأيام، وعليه فعلى كل إنسان أن يستغل هذه الفرصة لطلب المغفرة والتوبة والإصلاح.
وفي ختام طواف الوداع، يودع الحجاج بيت الله الحرام بقلوب مؤمنة بالله تعالى، وبدعاء أن يتقبل منهم حجهم وصالح أعمالهم، وأن يعودوا إلى بلادهم سالمين معافى، وأن يتيح لهم الله تعالى فرصة أخرى لزيارة بيته الحرام.