معنى ثم اورثنا الكتاب مقتصد
تعد القراءة والتفسير للآيات القرآنية من العلوم الشرعية المهمة التي تساعد على فهم الكتاب العظيم والاستفادة من معانيه ودروسه. ومن الآيات التي يحتاج المسلمون إلى فهم معانيها وتفسيرها هي آية “ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ”، والتي تقع في سورة فاطر.
تحمل هذه الآية معاني عديدة، ومنها ما يتعلق بالجانب الشخصي والاجتماعي للإنسان. ففي هذه الآية يذكر الله تعالى أنه قد أوصل الكتاب إلى من اصطفاه من عباده، وأرثه لهم، وأن هذا الكتاب يحتوي على الحقائق والأسرار التي يحتاجها المسلم في حياته.
ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح في هذه الآية هي “المقتصد”. فما هو المقتصد؟ وما هي معاني هذه الكلمة في هذه الآية؟
يعني المقتصد في هذه الآية، الشخص الذي يحافظ على التوازن في حياته، ولا يزيد في استخدام المال أو يبذره في أشياء غير ضرورية، كما أنه لا يبخل في استخدامه ولا يحرم نفسه من متعة الحياة. وبالتالي، فإن المقتصد هو الشخص الذي يستطيع تحقيق التوازن بين حقوق الله وحقوق الناس، وبين حقوق نفسه وحقوق أسرته.
ويمكن أن نستخلص من هذه الآية العديد من الدروس والعبر، فالإسلام يحث على تحقيق التوازن في كافة جوانب الحياة، سواء كان ذلك في التعامل مع المال، أو في التعامل مع الآخرين، أو في التعامل مع نفسه. وبالتالي، فإن المسلم عليه أن يكون مقتصدًا في حياته، يحافظ على حقوق الله وحقوق الناس، ولا يغرق في المادية ولا يجفف نفسه من المتعة والإنسانية.
إذاً، فإن معنى ثم اورثنا الكتاب المقتصد هو أن الله تعالى قد أخذ بيده من اصطفاه من عباده، وأورث لهم كتابًا يحتوي على حكمة وإرشادات تساعدهم على تحقيق التوازن في حياتهم، وأن المسلم عليه أن يكون مقتصدًا في حياته، يحافظ على حقوق الله وحقوق الناس، ولا يغرق في المادية ولا يجفف نفسه من المتعة والإنسانية.